بعد الاطلاع على بنود الاتفاق هل انتصر الهجري
من الناحية العاطفية نعم انتصر
وهذا لا يغني ولا يسمن من جوع
من الناحية العملية وربما ما لا يدركه الهجري وحتى أهل السويداء
أنهم فكروا بالأمر بشكل لحظي دون دراسة للعواقب
ما فعله الهجري وانعزاله في السويداء واشتراطه أن يكون الأمن والجيش من أهل السويداء فقط
هو لصالح منتسبي هذا السلك فقط
ولكن ما هي عواقبه على المدى القريب والبعيد
هذه الخطوة التي أصر الهجري على تطبيقها عزلت السويداء من الناحية الشعبية عن باقي الشعب السوري
فهل فكر الهجري ومن معه بباقي المهن والوظائف
هل فكر بخريجي الجامعات بعد تخرجهم كيف سيندمجون في المجتمع السوري الذي أصبح ينظر إلى الهجري على أنه خائن
وهنا لا أتحدث عن الحكومة بل أتحدث عن الشعب فالحكومة تقوم بواجبها تجاه المواطنين جميعا ولكنها لا تستطيع فرض التوجهات والأفكار على الشعب
غدا إذا أراد شاب من السويداء الذهاب إلى دمشق أو حمص أو حماة والتقدّم لوظيفة
فما الذي يضمن للهجري ولهذا الشاب أنه لن يُرفض من قبل صاحب العمل بسبب خلفيته المناطقية
أو حتى كيف سيتعامل طلاب الجامعات مع زملائهم من السويداء وما هي حالة الإقصاء المجتمعي التي سيكونون فيها
لن أجمّل لك الأمور وأقول إننا نمتلك حس المواطنة الأوروبية فالشمس لا تُحجب بغربال
وإن حدث ذلك لا تستطيع أن تحاسب المدير أو صاحب العمل لأنه ببساطة سيقول إن السيرة الذاتية لا تستوفي المتطلبات
التاجر من السويداء هل سيضمن أن معاملاته التجارية لن تتأثر بالانعزال الذي قاده إليه الهجري
الهجري جلب كارثة لأهل السويداء سيكون لها تأثير كبير على شبابها
الهجري لم ينتصر ولم يفكر بالسويداء وأهلها قطعا
لقد جلب لهم كارثة مجتمعية من أجل أن يتربع هو على عرشه العاجي ضاربا بعرض الحائط أي تبعات لتعنتّه
وإن كان يأمل أن تفتح له إسرائيل الحدود للعمل فهو واهم فإسرائيل ربما تحتاج إلى عامل مزرعة أو راعي غنم أو عامل تنظيف
ولا تحتاج إلى مهندس أو طبيب أو مدرس أو أي وظيفة إدارية من السويداء
وهذا سوف يحدث قطعا سوف يحدث
أنت تعيش في وسط الأكثرية التي استعديتها مجتمعيا كان الأولى بك أن تعمل على الاندماج في المجتمع السوري لا أن تنغلق على فكرك المتحجر
Add comment
Comments